رَاحَةُ ٱلْبَالِ وَطِيبُ ٱلنَّفْسِ
أَرِيحُوا بِٱلْوُدِّ نُفُوسَكُمْ فَإِنَّ ٱلنُّفُوسَ حِينَ تَوَدُّ تُنَارُ إن النفس لا تجد راحة ولا هناء إلا حينما تقتنع بأنه لا ضار ولا نافع غير الله جل وعلا. فإذا امتلأت النفس بهذه القناعة الأصيلة والحتمية الجميلة والحقيقة المطلقة الجليلة سمت وارتاحت وزكت وترفعت عن كل شعور رديء وإحساس دنيء. وسمو النفس لا يتحقق إلا بمكارم الأخلاق، ومكارم الأخلاق ترقى بالنفس إلى درجات عليا من السمو والحسن والطهارة وتدرء كل الخصال المذمومة والمشئومة التي توقع النفس في دركات الرذيلة والفسوق والخبث. فحينما تبتعد الإنسان عن الحسد الذي يعد من أضر نواقض المودة والمحبة والأخوة والصداقة والقرابة، ويقتنع أن حب الخير للآخر هو سبيل من سبل اكتمال إيمان المرء، ويعلم يقينا أن الله يرزق من يشاء بغير حساب، حينها فقط تمتلئ روحه بالمحبة ولا يبحث عن النقائص، وإنما ينعم بكل ما أنعم الله به عليه. إن الحسد نار، والنار تهلك صاحبها، وتأكله من الدار وتأتي على كل أمر إيجابي وشعور حسن يمل...