اَلْــحَــيَــاةُ الــطَّـــيِّــبَــةُ
الحياة...! كلمة لا تكاد تفارق ألسن عامة الناس. كل يرى الحياة انطلاقا من منظوره ورؤيته لكافة الموجودات بمحيطه. أناس يرون الحياة على أنها الأمان في أسمى تجلياته فقط لأن نظرتهم للوجود تتسم بالإيجابية ومنظورهم يسوده الجمال والبهاء، فقط لأنهم يملكون أشياء بسيطة تملأ عوالمهم، فقط لأنهم ينهجون سلوكات بسيطة تشغلهم وتغمرهم سرورا وحبورا، فقط لأنهم يملكون عائلة تربطها أواصر قوية تبعث على الحب والأمن والاهتمام المتبادل، فقط لأنهم يعملون على تأسيس بيت صغير قوامه الأمان قبل كل شيء ثم بقية المبادئ التي تولد منها الحياة في أسمى تجلياتها؛ هؤلاء هم الإيجابيون الذين إذا سألتهم عن الحياة استشعرت جرعات الجمال والجلال والبهاء والسناء التي تتطاير مع كلماتهم، ولن يمسك كلل ولا ملل وأنت تتحدث معهم عن أبسط الأشياء وأصغر التفاصيل التي يجدون فيها جمالا قد لا يظهر للكثيرين.
إنما نحن بشر وإنما هي الحياة الدنيا، لا ثبات لها ولا قرار، تتبدل وتتغير وتتلون بألوان عدة. فخلال سعينا إلى إيجاد مقومات الحياة الطيبة، يجب أن نقتنع أن الحياة تولد بداخلنا ولا تعطى لنا؛ نحن من يصنع معالم الحياة التي نريد أن نحياها بعد تدبير الله، حيث أن الإنسان في تفكير والله في تدبير، فلا يجب أن ننسى أن الأيام تجري والأعوام تسري والأعمار لا ندري متى تنقضي. لهذا يجب أن نعيش يومنا بما نملك، أن نسعد بما نملك ومع من يجعلنا نسعد ويقربنا للحياة الطيبة ولا يزيدنا ضراء على شقاء.
إنها الحياة! ما أجمل أن نعيشها على بساطتها، أن نبدأ يومنا بابتسامة، أن نلقي سلاما على من نصادف، أن ننبس بكلمات طيبة تبقي الأثر الجميل، ألا نشغل أذهاننا بظن شيء تجاه أناس آخرين، أن نعتقد تمام الاعتقاد أن الخير قائم ويبقى قائما بين الناس، أن نطهر قلوبنا من كل حقد وحسد، أن نمشي بصدر منشرح، أن نشغل عقولنا بما ينميها، أن نملأ قلوبنا بما يحييها ولا يميتها، أن نملأ أرواحنا بما يزكيها ولا يدسيها. ما أطيب أن نحب بصدق، ونزرع البسمة على وجه من نحب، ما أجمل أن نحترم الجميع صغيرا كان أم كبيرا، أن ننام وقد صفحنا عن الجميع وطهرنا قلوبنا من كل سوء بعد أن قضينا يومنا ولا نعلم إن كان لنا يوم آخر.
هكذا هي الحياة! تتأرجح بين ابتسامة ساحرة ودمعة غامرة، بين فقر وغنىً، بي هناء وضنىً، بين فرح وقرح، بين سراء وضراء، بين كدر وصفاء، بين نعيم وشقاء، بين اختلاف وائتلاف، بين وئام وخلاف، بين وفاء وجفاء، بين عدل وجور، بين مد وجزر... هي حياة بينَ موتٍ وموتٍ! فمن الحكمة أن نعيشها بوسطية واعتدال، أن نسعد بما نملك ولا نغوص في أعماق بحار ما لا نملك حتى لا تذهب أعمارنا سدىً ويصبح كل شيء هباءً منثوراً.
نبيل السرغيني
موضوع رئيس، تشرفنا بالقراءة. ❤️
ردحذفموضوع في الصميم! جميل هو المضمون. ❤️
ردحذفجميل هو المحتوى أحسنتم نشرا 💙
ردحذفو أنا أقول الحياة لولا الإيمان لغز لا يفهم معناه تحياتي للمبدع داخلك🤍
ردحذفكن جميلا ترى الوجود جميلا 🤍
ردحذف